Wednesday, December 1, 2010

حكم القبلة والقيء والحجامة بالنسبة للصائم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات و أشهد أن لا اله الا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ولقد أدي الرسالة و بلغ الأمانة و نصح الأمة و تركها على المحجة البيضاء ليالها كنهارها و السلام على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
حكم القبلة والقيء والحجامة بالنسبة للصائم
حكم القبلة للصائم
و لقد اجتلف العلماء في القبلة للصائم فمنهم أجازها و منهم من كرهها للشاب و أجازها للشيخ و منهم كرهها على الاطلاق. و لذالك حرمها أبو حنيفة و الشافعي في حق من تحرك شهوته و حرمها على الاطلاق مالك سواء حركت الشهوة أو لم تحركها و ذهب أحمد أنها مكروه لمن تحرك شهوته و فإن ظن الانزال بسببها حرم عليه ذلك.
و قبل أن نتكلم عن أقوالهم لا بد علينا أن نذكر الاتفاق بين العلماء في مسألة القبلة للصائم و هي:
· ألا ينزل و لا مذيا فلا يفسد صومه.
· و من أحوال التقبيل أن يمنى فيفطر بغير خلاف نعلمه لأن إنزال بمباشرة فأشبه الإنزال بالجماع دون الفرج
ثم اختلف في يمذي فذهب أحمد و مالك الى أن يفطرلأن أنه خارج تخلله الشهوة و خرج بالمباشرة –أي القبلة- فأفسد الصوم كالمني و ثم ذهب أبو حنيفة و الشافعي و الحسن و الأوزاعي الى أن لا يفطر لأن لا يوجب عليه الغسل فأشبه البول
إذن نستطيع أن نقول في هذه المسألة:
القول

الأول
بأن الفبلة تفسد سواء أثارت الشهوة أو لم تثرها
الثاتي
أنها لا تفسد إلا إذا حصل الإمناء
الثالث
أنها إن حركت الشهوة كانت مكروهة و إن كانت لم تحركها لم تكن مكروهة
و النظر في هذه الأقوال:
و القول الأول استدل مما روي عن ميمونة بنت سعد قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القبلة للصائم فقال: ((افطرا جميعا)) و خرج هذا الطحاوي و لكنه ضعفه.
و القول الثاني استدل من الأحاديث الصحيحة و منها فما تالي: (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم يقبل و هو صائم و كان أملككم لإربه <البخاري و مسلم> ؛ (2) وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: هششت فقبلت و أنا صائم فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعت اليوم أمرا عظيما : قبلت و أنا صائم, فقال: ((أرأيت لو تمضمت من إناء و أنت صائم: قلت لا سأس به, قال: فمه))<أبو داود و ضعفه أحمد> ؛ (3) أن رجلا قبل و هو صائم فأرسل امرأته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبل وهو صائم فقال الرجل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مثلنا قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((إني لأخشاكم لله و أعلمكم بما أتقي)) <مسلم>
و القول الثالث أخذ الحل الاحتياطي لأن ليس كل انسان سواء ومنهم عندهم الشهوة الشديدة. فاستدل أيضا مما روي أبو هريرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الماشرة للصائم: ((فرخص له فأتاه آخر فسأله فنهاه فإذا الذي رخص له شيخ و إذا الذي نهاه شاب)) <أبو داود>
الراجح عندي: و أميل الى القول الثالث وهو : أنها إن حركت الشهوة كانت مكروهة و إن كانت لم تحركها لم تكن مكروهة. يعني أصل الحكم للقبلة هو اباحة و لكن لشاب أو الذي عنده الشهوة الشديدة فعليه مكروه. لماذا أميل الى هذا القول؟ لأن هذا القول يجمع كل الأدلة و يأخذ الحل الاحطياطي و لوجود أنواع طبيعة الانسان. و من الناس الذين عندهم شهوة شديدة و هائلة خاصة لبعض الشباب أو عريس جديد او الخ. و لا أميل بتحريمه على الاطلاق بوجود الأدلة كثيرة لاباحته و أيضا لا يثبت التحريم بالشك.
والله أعلم
حكم الحجامة بالنسبة للصائم
و قبل أن نتكلم عن الاختلاف فيه فلننظر الى هذين الحديثين:
1. قال الرسول الله : ((أفطر الحاجم و المحجوم))
2. ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم و هو صائم))
و لذلك لقد اختلف العلماء الى 3 أقوال وهي:
القول
لمن
لماذا
أنها تفطر و أن الإمساك عنها واجب
أحمد و داود و الأوزاعي و إسحاق بن راهويه
مذهب الترجيح و صحح الحديث الجواز وضعف الحديث المنع
أنها مكروهة للصائم و لا يفطر
مالك و الشافعي و الثوري
مذهب الجمع
أنها غير مكروهة و ليست مفطرة
أبو حنيفة و أصحابه
مذهب الترجيح و صحح الحديث المنع وضعف الحديث الجواز
و ذهب الفريقة الى مذهب الإسقاط عند التعارض و الرجوع الى البراءة الأصلية
و أميل الى قول مالك و الشافعي و هو أنها مكروهة للصائم و لا يفطر. لماذا؟ لأن أفضل مذهب الجمع عند التعارض بين الأدلة و أسلم و أخيار.
حكم والقيء بالنسبة للصائم
ف هذه الحكم مسألتان : (1) من زرعه القيء و (2) من استقاء عمدا فقاء
(1) من زرعه القيء: - أجمع العلماء الى أن من زرعه القيء ليس بمفطر إلا عند الربيعة و قول الربيعة شذ عند الاجماع.
(2) من استقاء عمدا فقاء: - أجمع العلماء الى أنه يفسد صومه إلا طاووس و قول الطووس شذ عند الاجماع
و لا ريب في أنني أذهب و أميل الى الاجماع في هذتين المسألتين.
والله أعلم
الفقير و المحتاج
أبو حنظلة محمد زهري بن كثير السنغافوري

No comments:

Post a Comment