Friday, December 3, 2010

عنيت سورة النساء بأهمية الوقوف إلى جانب اليتيم وحذرت من أكل ماله ظلما

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات و أشهد أن لا اله الا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ولقد أدي الرسالة و بلغ الأمانة و نصح الأمة و تركها على المحجة البيضاء ليالها كنهارها و السلام على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
عنيت سورة النساء بأهمية الوقوف إلى جانب اليتيم وحذرت من أكل ماله ظلما ، كما حذرت الوصي من أكل مال اليتيم مضموما إلى ماله
برأيك ما سر هذا التحذير الإلاهي ؟ ولماذا خص اليتيم بهذا الأمر دون غيره من فئات المجتمع الأخرى ؟
ان شآالله قبل أن نبدأ في سر هذا التحذير لا بد علينا أن ننظر في هذه الآيات في هذه السورة نظرة تأمل لأن هذا المقصود من التفسير لأن علينا أن نعرف أذا أرادنا أن نتعرف على ما في الآيات من أسرار فعلينا أن ننظر قيها نظرة تأمل لنقف على الهذف منها و فإن استطعنا أن نحدد هدف الآيات بدقة سوف نكتشف أن كل حرف و كل كلمة و كل عبارة قد نم اختيارها بعناية لنحقق هذا الهدف مما يرشدنا إلى أن هذا القرآن من لدن حكيم خبير كما قال الله تعالى ((قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ۬ ظَهِيرً۬ا ))
و الهدف هو -: حماية صنفين ضعيفين من الناس: اليتامى و النساء. و لقد عرفنا أن الاسلام قد سلك منهجا فريدا في رعاية هذين الصنفين لم يسبق إليه. فإن كان اليتيم قد فقد أباه فكل مسلم له أب و له كل الرعاية و الحب و هكذا استطاع الإسلام أن يجعل من هؤلاء اليتامى قوة تحمي الحق و تحمل أمانة هذا الدين و أن يملأ قلوبهم مودة و رحمة بأمتهم التي اختضنتهم صغارا و لم تتركهم نهبا للضياع و الأحزان والآلام. 
((وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَـٰمَىٰٓ أَمۡوَٲلَہُمۡ )) فإن بدأت هذه الأية بحرف العطف الذي يفيد اشترال المتعاطفين في الحكم و المعطوف عليه هو ما قد سبق من الأمر بالتقوى المرة تلو المرة فهو بهذا يلفت أنظار الناس – كل الناس- إلى أن اليتيم جزء منا لأنه جزء من النفس الواحدة منه تناسل كما تناسل تناسلنا من آدم و حواء فهو رحم جدير أن توصل ووصلها ببرها و العطف عليها الحفاظ على ما آل اليها من ميراث. و قال الامام ابن كثير قائلا: " ذكر تعالى أن أصل الخلق من أب واحد و أم واحدة؛ ليعطف بعضهم على بعض و يحننهم على ضعغائهم". و للتوضيح, ننظر الى قول الامام البقائي: " و ما أبدع إيلائها للآية الآمرة بعد بعموم تقوى الله بخصوصها في صلة الرحم المختتمة بصفة الرقيب لما لا يخفى من أنه لا حامل على العدل في الأيتام إلا المراقبة لأنه لا ناصر لهم و قد يكونون ذوي رحم"
و لقد كثير من الناس ينسون أو يتنسون حقوق اليتامى و خذر الله جميع الناس خاصة الولي أو الوصي أن يحافظها و دفعها سالسعادة و الرضا و حيث قام الوصي بحراسة مال اليتيم و تنميته و بذل في سبيل ذلك الكثير من وقته و جهده حتى بلغ هذا اليتيم مبلغ الرجال قادرا و أمينا على ما ورثه من أبيه فأسلمه ماله غير منقوص لا يرجو على ما أداه من واجب سوى مرضاة الله و هي ليست سهلة إلا على أصحاب الايمان و التقوى و الهمم العالية و القلوب الطاهرة الرفيقة اللطيفة و خوف الله من عقابه و طمعه في ثوابه. و أشارت هذه الآية الي أن هناك الربط القوي بين التقوى و أداء حقوق اليتيم. 
و مما قد ذكرنا قبل قليل فعرفنا لماذا خص اليتيم بهذا الأمر دون غيره من فئات المجتمع الأخرى و من أسبابه هو: (1) أن اليتيم قد أصابه بالمصيبة و الحذن والشدائد بوفاة أبيه و
(2) حرم عليه العصمة و الحماية بعدم وجود أبيه و 
(3) اليتيم لا يستطيع أن يصرف أمواله التي تركها أبوه جيدا مميزا لأنه لم يبلغ الرشد و 
(4) حفظ أموال اليتيم من "أسد" من الناس يفترسها و يسلبها غصبا و ظلما 
(5) و أيضا اليتيم ليس صغير في السن فحسب بل صغير في الجسم فلا يستطيع أن يحفظ أمواله بنفسه و 
(6) و غير ذلك
اللهم اجعلنا من الذين يحفظون حقوق النساء و حقوق اليتامى.!
والله أعلم
الفقير و المحتاج
أبو حنظلة محمد زهري بن كثير السنغافوري
الاسم : MOHAMAD ZAHRI BIN KASIR

No comments:

Post a Comment