Friday, December 3, 2010

إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات و أشهد أن لا اله الا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ولقد أدي الرسالة و بلغ الأمانة و نصح الأمة و تركها على المحجة البيضاء ليالها كنهارها و السلام على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
نزلت هذه الآية: ))إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ(( فيها بشرى كبيرة وضح ذلك ؟
إن الله قد ذكر هذه الآية مرتين في نفس السورة, يعني في آية 48 و آية 116 من سورة النساء: (1) إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٲلِكَ لِمَن يَشَآءُ‌ۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا(٤٨)؛ (2) إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٲلِكَ لِمَن يَشَآءُ‌ۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلاَۢ بَعِيدًا (١١٦)
و التكرار في ذكرها يدل على أهمية الغرض لهذتين أياتين.
و لقد في هذه الآية دروس كثيرة ز فيها نذير و بشير. و قبل أن نتكلم عن البشرى فيها لا بد علينا أن نذكر الانذار فيها لأن الانذار و البشرى فيهما مرتبط  ومتلازم بينهما.
الانذار –  حذر الله الناس من الشرك به و جعل الاها من دونه
(1)            الموت على الشرك ذنب لا يغفره الله كما ورد كثير في كتابه و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنها كما تالي:
قول الله تعالى: ((إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٲلِكَ لِمَن يَشَآءُ‌ۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا)) ؛ ((لَقَدۡ ڪَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ‌ۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَـٰبَنِىٓ إِسۡرَٲٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّڪُمۡ‌ۖ إِنَّهُ ۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَٮٰهُ ٱلنَّارُ‌ۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ۬)) ؛
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((...فأما الديوان الذي لا يغفره الله: فالشرك بالله...))؛ (( كل ذنب عسى الله أن يغفره الا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا))
(2)            أن الشرك بالله أعظم ذنبٍ و أعظم اثمٍ و أعظم ظلمٍ كما وجدنا في:
قوله تعالى: ((وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُ ۥ يَـٰبُنَىَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ‌ۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٌ۬)) ؛ ((و من يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما)) ؛ (( إن الشرك لظلم عظيم))؛ ((أن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذالك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما))
و قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأكبر الكبائر:الإشراك بالله ثم قال....))؛ ((قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك))؛
(3)         حرم الله المشركين الجنة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من مات لا تشرك بالله شيئا وجبت له الجنة و من مات يشرك بالله شيئا و جبت له النار))
البشرى فيها:
(1)         لا يئيس المؤمن المذنب من عذاب الله و يرجو مغفرة الله
(2)         رحمة الله على عباده واسعة و هائلة لا نظير لها
(3)         التوبة مفتوحة قبل الموت
(4)         حسنى الظن الى الأخرين و رجوع كل أمر الى الله و هو الحكيم على عباده لكل أعمالهم علانية و سرة
و من أدلتها هي كما تالي:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
(أ) ((إن الله يقول: يا عبادي ما عبدتني و رجوتني فإني غافر لك على ما كان منك, يا عبادي إنك إن لقيتني بقراب خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابه مغفرة)) ؛
(ب) ((مامن عبد قال: لا اله الا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة. قلت – أبوذر- و إن زنى و إن سرق؟ قال و إن زنى و إن سرق, قلت: و إن زنى و إن سرق؟ قال: و إن زنى و إن سرق. قالها ثلاثا ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر)) ؛
(ت) ((..... ذاك جبريل آتاني فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت: و إن زنى و إن سرق؟ قال: و إن زنى و إن سرق)) ؛
(ث) (( من من نفس تموت لا تشرك بالله شيئا إلا حلت لها المغفرة, إن شاء الله عذبها و إن شاء لها : إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٲلِكَ لِمَن يَشَآءُ‌ۚ)) ؛
(ج) ((من مات لا تشرك بالله شيئا وجبت له الجنة و من مات يشرك بالله شيئا و جبت له النار))؛
(ح)((من مات لا تشرك بالله شيئا ذخل الجنة))؛
(خ) (( من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له و من توعده على عمل غقابا فهو فيه بالخير)) ؛
(د) عنابن عمر قال: كنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس و آكل مال اليتيم و قاذف المحصنات و شاهد الزور حتى نزلت إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٲلِكَ لِمَن يَشَآءُ‌)) ؛ و غير ذلك
إذن هذه الآية لا تأتي نذيرا فحسب بل تأتي بشيرا كما قلنا قبل قليل البشرى فيها هي لا يئيس المؤمن من عذاب الله و يرجو مغفرة الله و رحمته لأن رحمة الله على عباده واسعة و هائلة لا نظير لها و لأن التوبة مفتوح قبل الموت و نعلم منها أيضا حسن الظن الى الأخرين و رجوع كل أمر الى الله و هو الحكيم على عباده لكل أعمالهم علانية و سرة. و لذلك استفدنا كثيرا من هذه الآية و نسأل الله أن يجعلنا من الذين ماتوا بالايمان الصحيح وينزع النفاق و الشرك من قلوبنا أجمعين
والله أعلم
الفقير و المحتاج
أبو حنظلة محمد زهري بن كثير السنغافوري
الاسم : MOHAMAD ZAHRI BIN KASIR
 

No comments:

Post a Comment